تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
العراق
...............................................................................
ويذكر العلماء أن أصل عبادة القبور وأصل زخرفتها كان من الرافضة عندما تولوا على العراق اسم> وكثروا، فهم الذين ابتدءوا ببناء المشاهد على القبور، فمن ذلك المشهد الذي سموه كربلاء اسم> وادعوا أنه قبر الحسين اسم> ولا شك أنه كذب؛ وذلك لأن الحسين اسم> أخفي قبره، ولا يدرى أين هو، ثم إن أهل مصر اسم> يدعون -أيضا- أن الحسين اسم> عندهم، أنه قبر عندهم، وهناك معبد في مصر اسم> يا حسين اسم> يا حسين اسم> وهناك معبد في العراق اسم> يا حسين اسم> يا حسين اسم>
لا شك أن أحدهما كذب؛ بل نتحقق أن الجميع كذب، وأن الحسين اسم> أخفي قبره ولا يعرف؛ ومع ذلك فإنهم لا يزالون في العراق اسم> يتعبدون حوله طوافا واعتكافا، وتمسحا وتبركا به، واعتزازا به، وافتخارا بأنه عندهم، ثم مع ذلك.. يدعونه في الأماكن القريبة والبعيدة، ويهتفون به وينادونه من دون الله.
في ولاية الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود اسم> -رحمه الله- لما تمت الولاية له استولى على نجد اسم> وطهرها، وكذلك فتح في عهده الحجاز اسم> وطهرها ونظفها، وامتدت -أيضا- ولايته إلى أدنى العراق اسم> واستولى على العراق اسم> ثم هدم مشهد الحسين اسم> الذي هو كربلاء اسم> ومشهد على اسم> الذي هو النجف اسم> وأمر بتسويتها، وإزالة الأعلام التي كانت فيها، وطهرها وطهرت تلك الأماكن، ولم يبق فيها شرك؛ ولكن استاء الرافضة من ذلك، وأحزنهم أن يبقوا هكذا، وأن يزول عنهم فخرهم في زعمهم، فتبرع أحد الرافضة من العراق اسم> وقال: أنا أقتل ابن سعود اسم> أنا أقتله أبتغي بذلك وجه الله، فجاء إلى الدرعية اسم> كان الإمام في الدرعية اسم> وأظهر التعبد والتنسك، وأظهر أنه يريد التعلم، وصاروا يسمونه المهاجر، ووثقوا به، ولما تمكن.. قتل الإمام، يعني: طعنه بحربة حتى قتله، واحتسب بقتله أنه شهيد، لما قتله قُتل، احتسب أنه انتصر للحسين اسم> الذي ظُلِم وأمحيت معابده التي كان يعبد فيها، وأنه بذلك جاهِدٌ مجاهدٌ، دليل على أنهم يحقدون على من أنكر عليهم. لا شك أن هذا من الشرك في الحسين اسم> وعبادتهم له.
كذلك في مصر اسم> قبر الحسين اسم> -أيضا- عنده شركيات، وعنده قربات يتقربون إليه، المتأخرون يقولون: إن الحسين اسم> لما قتل فإن جثته دفنت في العراق اسم> وأما رأسه فإنه أرسل إلى الشام اسم> إلى يزيد بن معاوية اسم> وهو في دمشق اسم> الشام اسم> وأن هناك من أخذه ونقله من الشام اسم> حتى دفن في مصر اسم> والصحيح: أنه ما نقل، وأنه دفن مع جثته في العراق اسم> وأنه أخفي؛ ولكن الشيطان أوحى إلى هؤلاء وإلى هؤلاء.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية اسم> رسالة بعنوان رأس الحسين اسم> ، طبعت مفردة قديما، وكذلك أيضا توجد في مجموع الفتاوى حقق فيها موضع رأس الحسين اسم> أنه في العراق اسم> وأنه ما ذُهب به إلى الشام اسم> ولا إلى مصر اسم> وأن هذه الأماكن التي يدعون أنها قبر الحسين اسم> سواء قالوا: إنها قبر رأسه أو قبر جثته؛ أنها كلها لا حقيقة لها؛ ولكن –هكذا- الشيطان يسول لأوليائه؛ حتى يوقعهم في هذه الشركيات.
وأما النجف اسم> فإنهم يدعون -أيضا- أن فيه قبر علي اسم> هو في العراق اسم> وفيه -أيضا- شركيات، يتعبدون فيه بعبادات مبتدعة تقشعر من ذكرها الجلود. الصحيح.. أن قبر علي اسم> -رضي الله عنه- لا يُعرَف، وأن أولاده ومن حولهم لما قتل أخفوا قبره في الكوفة اسم> مخافة أن ينبشه الخوارج؛ لأن الخوارج هم الذين قتلوه، ابن ملجم اسم> خارجي، فهم أخفوه؛ حتى لا يتبرك به أحد، أو حتى لا يحرقه أحد.
قد ورد في حديث: أن عليا اسم> تهلك فيه طائفتان: طائفة غلَت، وطائفة جفَت. فالغلاة: الرافضة. والجفاة: الخوارج والنواصب. هلك هؤلاء بالغلو والزيادة، وهلك هؤلاء بالتكفير والتضليل، فلما كان كذلك اتفق الذين دفنوه أن يخفوه، دفنوه ليلا وأخفوه بعيدا عن هذا المكان الذي يسمونه النجف اسم> ؛ ولكن الشيطان أوحى إليهم أن يعبدوه في هذا المكان ويتعبدوا فيه؛ فإن فيه قبر علي اسم> فصدقوا الشيطان وصاروا كذلك.
مسألة>